وروى العيّاشي بإسناده عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «من قرأ سورة الكهف في كلّ ليلة جمعة لم يمت إلّا شهيدا ، وبعثه الله مع الشهداء ، وأوقف يوم القيامة مع الشهداء» (١).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً (١) قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (٢) ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً (٣) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً (٤) ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً (٥) فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (٦))
ولمّا ختم الله سبحانه سورة بني إسرائيل بالتحميد والتوحيد وذكر القرآن ، افتتح سورة الكهف أيضا بالتحميد وذكر القرآن والنبيّ ، ليتّصل أوّل هذه بآخر تلك ، اتّصال الجنس بالجنس ، فقال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ) يعني : محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم (الْكِتابَ) أي : القرآن ، فبعثه نبيّا ورسولا. ورتّب استحقاق الحمد على إنزاله ، تنبيها على أنّه أعظم نعمائه وأجزل آلائه ، وذلك لأنّه الهادي إلى ما فيه كمال العباد ، والداعي إلى ما به ينتظم المعاش والمعاد.
(وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً) شيئا من العوج قطّ ، باختلال في اللفظ وتناقض في
__________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ : ٣٢١ ح ١.