قال : هذا مالك خازن جهنّم ، وهكذا جعله الله.
فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا جبرئيل سله أن يرينيها.
قال : فقال جبرئيل : يا مالك هذا محمّد رسول الله ، وقد شكا إليّ وقال : ما مررت بأحد من الملائكة إلّا استبشر بي إلّا هذا ، فأخبرته أن الله هكذا جعله ، وقد سألني أن أسألك أن تريه جهنّم.
قال : فكشف له عن طبق من أطباقها. قال : فما رئي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ضاحكا حتّى قبض».
وعن أبي بصير قال : «سمعته يقول : إنّ جبرئيل احتمل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى انتهى به إلى مكان من السماء ، ثمّ تركه وقال له : ما وطأ نبيّ قطّ مكانك».
(وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً (٢) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً (٣))
ولمّا أنكر الكفّار القرآن مع أنّه أمّ المعجزات ، وحديث المعراج مع إبانة آياته عندهم ، بيّن إنكارهم نبوّة موسى وكتابه مع ظهور معجزاته ، تسلية لنبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : (وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) يعني : التوراة (وَجَعَلْناهُ هُدىً) حجّة ودلالة وإرشادا (لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا) على أن لا تتّخذوا ، كقولك : كتبت إليه أن افعل كذا. وقرأ أبو عمرو بالياء ، على لأن لا يتّخذوا. (مِنْ دُونِي وَكِيلاً) ربّا غيري تكلون إليه أموركم.
(ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) نصب على الاختصاص بتقدير : أعني. أو على النداء إن قرئ : أن لا تتّخذوا بالخطاب. أو على أنّه أحد مفعولي «لا تتّخذوا» و «من دوني» حال من «وكيلا». فيكون كقوله : (وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً) (١)
__________________
(١) آل عمران : ٨٠.