الكهف ، وقالا : لعلّ الله يظهر على هؤلاء الفئة قوما مؤمنين قبل يوم القيامة ، ليعلموا خبرهم حين يقرءون هذا الكتاب.
ثمّ انقرض أهل ذلك الزمان ، وخلّفت بعدهم قرون وملوك كثيرون ، وملك أهل تلك البلاد رجل صالح يقال له : ندليس. وقيل : بندوسيس. وتحزّب الناس في ملكه أحزابا ، منهم من يؤمن بالله ويعلم أنّ الساعة حقّ ، ومنهم من
يكذّب. فكبر ذلك على الملك الصالح ، وبكى إلى الله وتضرّع وقال : أي ربّ قد ترى اختلاف هؤلاء ، فابعث لهم آية تبيّن لهم بها أنّ البعث حقّ ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها.
فألقى الله في قلب رجل من أهل تلك البقعة الّتي بها الكهف أن يهدم البنيان الّذي على فم الكهف ، فيبني به حظيرة لغنمه ، ففعل ذلك. وبعث الله الفتية من نومهم ، فأرسلوا أحدهم ليطلب لهم طعاما. فلمّا دخل السوق أخرج الدرهم وكان عليه اسم دقيانوس ، اتّهموه بأنّه وجد كنزا ، فذهبوا به إلى الملك ، وكان نصرانيّا موحّدا. فقصّ عليهم القصص.
قال بعضهم : إنّ آباءنا أخبرونا أنّ فتية فرّوا بدينهم من دقيانوس ، فلعلّهم هؤلاء.
فانطلق الملك وأهل المدينة من مؤمن وكافر ، وأبصروهم وكلّموهم. ثمّ قال الفتية للملك : نستودعك الله ، ونعيذك به من شرّ الجنّ والإنس. ثمّ رجعوا إلى مضاجعهم. فبنى الملك عليهم مسجدا.
وقيل : لمّا انتهوا إلى الكهف قال لهم الفتى : مكانكم حتّى أدخل أوّلا لئلّا يفزعوا.
فدخل فعمي عليهم المدخل ، فبنوا ثمّ مسجدا.
(سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً (٢٢))