والكواكب الثابتة أو زحل ، والمشتري ، والمريخ ، والشمس ، والزهرة ، وعطارد.
وعند العقل الحادي عشر أو العقل الفعال ، والكوكب التاسع أو القمر الذي يقابله ، تنتهي سلسلة الموجودات السماوية عقولا وأجساما ، وتبدأ الموجودات الأرضية.
هذه الموجودات الأرضية تبدأ على عكس السماوية بأقلها كمالا وهي المادة الأولى المشتركة لجميعها أو الهيولى ، وتترقى في الكمال إلى الاسطقسات الأربعة أي التراب والماء والنار والهواء ، فالمعادن ، فالنبات ، فالحيوان ، فالإنسان أكمل الموجودات الأرضية. وجميع هذه الموجودات تتركب من جوهرين هما المادة والصورة كما ذهب أرسطو ، وهي تنتقل من القوة الى الفعل على خلاف السماوية التي لا توجد الا بالفعل ، وهي عرضة للكون والفساد على عكس السماوية التي لا يعروها الفساد أبدا. وهو يعني الوجود بالقوة المادة التي لم تتخذ صورة الشيء ، ويعني الوجود بالفعل الشيء الحاصل من اتحاد الصورة بالمادة.
ويفهم من كلام الفارابي أن الموجودات الأرضية تلزم عن الموجودات السماوية. فالمادة الأولى المشتركة تلزم عن الطبيعة المشتركة للسماوية ، والصور المتضادة للأجسام الأرضية تلزم عن تضاد نسب السماوية وإضافاتها ، ووجود أجسام كثيرة مختلفة الجواهر على الأرض يلزم عن اختلاف جواهر السماوية. وتبدل الصور المتضادة على المادة الأولى أو الهيولى يلزم عن تبدل متضادات النسب وتعاقبها على الموجودات السماوية ... الخ.
ويمضي الفارابي في مقارنة الأجسام السماوية والأجسام الأرضية فيرى أن السماوية تشبه الأرضية الهيولانية لأنها تتركب مثلها من مادة وصورة. وصورتها عقل بالفعل. بيد أن الجسم السماوي أفضل من الأرضي بشكله الكروي ، وبكيفياته الضوئية ، وبحركته الدورية وبوجوده بالفعل منذ الأزل.
والأجسام السماوية تفارق الثواني في أنها متحركة ، والحركة دليل نقص. وحركات الأجسام السماوية تختلف في السرعة والاتجاه والطبيعة.