الظروف السياسية العامة
على أعقاب الإمارات الإسلامية في إيران من السامانية والغزنوية والخانية سيطر السلاجقة تباعا ابتداء من الربع الأول من القرن الخامس الهجري. والسلاجقة طائفة من الأتراك الغز استقروا قرب نهر سيحون لوفرة المراعي بادئ ذي بدء ، ثم أسّس سلجوق شوكتهم وعصبتهم. وفي عهد أولاده عبروا نهر جيحون وبدءوا الاستقرار في خراسان حيث تثبّت سلطانهم عام ٤٢٩ ه في نيسابور على يد طغرل بك (١).
وما لبث الخليفة العباسي أن اعترف بسلطته عام ٤٣٢ ه وظهر ذلك عام ٤٤٧ ه في سك النقود (٢). ثم ظهر من بين هؤلاء بعد صراع بين الأخوة والأبناء ألب أرسلان منذ عام ٤٥٥ ه حيث توسع سلطان السلاجقة في أذربيجان وبلاد الأرمن وفي بلاد الروم غربا. وأعقب ذلك صراع بين أفراد العائلة وأصهرتها وتعاظم خطر الإسماعيلية.
لكن ملكشاه بن ألب أرسلان أعاد تثبيت الملك وتميّز حكمه بدهاء نظام الملك وزيره على صعيدي السياسة والبناء العلمي والحضاري. لكن ذلك لم يمنع الصراع داخل البيت الحاكم من أن يستمر بضراوة.
__________________
(١) القزويني ، يحيى ، لب التواريخ ، طهران ، ١٣١٤ ه ، ص ١٠٥.
(٢) الأصفهاني ، عماد الدين محمد ، تاريخ دولة آل سلجوق ، اختصار الفتح بن علي بن محمد البنداري الأصفهاني ، مصر ، ١٣١٨ ه ، ص ١٠.