القسم الثاني من الكتاب في محك الحد
قد ذكرنا أن أحد قسمي الإدراك هو المعرفة ، أعني العلم بالمفردات ، وأن ذلك لا ينال إلا بالحد فلنورد فيه (فنين) : أحدهما ما يجري مجرى القوانين والأصول والآخر ما يجري مجرى الامتحانات للقوانين.
القانون الأول :
إن الحد يذكر جوابا عن سؤال في المحاورات ولا يكون الحد جوابا عن كل سؤال بل عن بعضه ، والسؤال طلب وله لا محالة مطلب وصيغة والصيغ والمطالب كثيرة ولكن أمهات المطالب أربع :
المطلب الأول : مطلب هل ، إذ يطلب بهذه الصيغة أمران إما أصل الوجود ، كقول القائل هل اللّه موجود ، أو يطلب الموجود بحال وصفة ، كقوله هل اللّه خالق البشر وهل اللّه حي.
المطلب الثاني : مطلب ما ، ويطلق على ثلاثة أوجه : الأول أن يطلب به شرح اللفظ كما يقول من لا يدري العقار ما العقار ، فيقال له الخمر إذا كان يعرف الخمر. الثاني أن يطلب لفظا مميّزا يتميّز به المسئول عنه عن غيره بكلام جامع مانع كيف ما كان الكلام سواء كان عبارة عن لوازمه أو ذاتياته ، كقول القائل ما الخمر أي ما حد الخمر ، فيقال هو المائع