بسم اللّه الرحمن الرحيم
قال الشيخ الإمام حجة الإسلام محمد بن محمد بن محمد الغزالي رحمة اللّه عليه. أحمد اللّه حمدا كثيرا متواترا وإن كان مع كثرته لا يقضي حق جلاله ، وأشكره شكرا مديدا متظاهرا ، وإن كان مع امتداده لا يوازي سحائب أفضاله ، وأتّكل على فضله إنه لا يكلّف عبده من الحمد والشكر إلا قدر استطاعته واستقلاله. وصلى اللّه على محمد عبده ورسوله خير خلقه وعلى آله.
أما بعد : فإن صدق اقتضائك أيها الأخ في الدين حشرنا اللّه وإيّاك في جملة المتحابين وفيّة تحرير محك النظر والافتكار ليعصمك عن مكامن الغلط في إتمام مضايق الاعتبار. قدمني غبّ الانقباض وبعث في نفسي داعية الانتهاض وحوّلني إلى فن اطّرحته بحكم السئامة والضجر. فعدت إليه معاودة من التفت إلى ما هجر. وظل الالتفات إلى ما هجر ثقيل. ولكن نفاسة الثمن بنفاسة المثمن كفيل. ولا ثمن إلا ما أرجوه من بركة دعائك.
عند صدق رجائك. وذلك في خلواتك. عند أعقاب صلواتك. فإني لم أتّبع فيما اقترحته هواك. إلا متقرّبا إلى رضاء اللّه تعالى برضاك. فأنا مقسم عليك بما تشاء من إخوة الدين أن لا تنساني في الدعاء. وإن تستشرك فيه من يعرفك من صلحاء الأصدقاء. فلم يبق إلا دعوات أهل الصلاح ، فقد أنبأ الصادق المصدوق صلوات اللّه عليه أن الدعاء للمؤمن عدة وسلاح. فإن