١ ـ قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) (١) ، فقد وصفت الآية انَّ القول بما لا يفعله الإنسان ممقوت عند الله ، وهذا على قسمين :
الأول : يقول ما لا يفعل ، ولا يصدق عليه أنّه خدع وغش وخان.
الثاني : يقول ما لا يفعل ، ويصدق عليه أنّه خدع وغش وخان.
ولكن الأول خرج عن الحرمة بدليل عدم حرمة مخالفة الإخبار عن إنشاء معروف في المستقبل.
والثاني ممقوت بحدِّ الحرمة لصدق عنوان الخداع والغش والخيانة المحرمة.
والأول يصدق على الوعد الذي لا يدخل فيه الموعود بسبب العدة في عقد.
والثاني يصدق على الوعد الذي يدخل فيه الموعود بسبب العدّة في عقد بحيث يكون عدم الوفاء بالوعد خيانة وغشاً وضرراً على الموعود ، فيكون عدم الوفاء بالوعد محرّماً ، كما يلزم الواعد رفع الضرر الذي حصل نتيجة وعده وخيانته وخداعه (٢).
٢ ـ قال تعالى على لسان موسى عليهالسلام : ( أم أردتم أن يحلّ عليكم غضب من ربكم
__________________
(١) الصف : ٢ ـ ٣.
(٢) أقول : من المحتمل أن تكون الآية الشريفة ناظرة الى معنى آخر غير مسألة الوفاء بالوعد وهو المعنى الذي يشير إليه شاعر حيث يقول :
لا
تنه عن خلق وتأتي مثله |
|
عار
عليك إذا فعلت عظيم |
بأن يكون الناهي عن الخلق عازماً على فعل ما ينهى عنه ، ولكنّ عموم الآية يجعلها تشمل كل ما التزم به الإنسان أمام الله والآخرين ولا يعمل به ، سواء كان عازماً من الأول على عدم العمل أو طرأ له ذلك.