ومما يزيد في التشكيك موقع فخ الذي يقع غربي مكة ، على طريق مكة ـ التنعيم ـ المدينة ، وبينه وبين مكة ثلاثة أميال أي حوالي ستة كيلومترات.
وفخّ ـ بفتح الفاء الموحدة فتشديد الخاء المعجمة ـ بئر معروف على نحو فرسخ من مكة كما قيل ، وفي القاموس : « موضع بمكّة دفن فيه ابن عمر ». وفي نهاية ابن الأثير : « موضع عند مكة ، وقيل : واد دفن فيه عبد الله بن عمر ». وفي السرائر لابن إدريس الحلّي : « أنّه موضع على رأس فرسخ من مكّة ، قتل فيه الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي أمير المؤمنين عليهماالسلام على ما حكاه صاحب كشف اللثام.
وعلى كلّ حال فإنَّ الموقع واضح ، وهذه المعرِّفات قد تكون كلها صحيحة ، فهو واد دفن فيه ابن عمر وفيه بئر ، وقد وقعت فيه معركة فخّ التي ذكروا بأنَّها من الشدّة بحيث لم تكن مصيبة بعد كربلاء أشد وأفجعَ من فخّ (١).
__________________
(١) ومنطقة فخ الآن فيها حيّان من أحياء مكة هما : « حيّ الزاهر » و « حيّ الشهداء » نسبةً الى شهداء فخ الحسين بن علي بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وأنصاره رضوان الله عليهم ).
وفي فخ مقبرة معروفة تُعرف بمقبرة المهاجرين ، كان يدفن فيها كلّ مَنْ جاور مكة منهم ، ولا تزال موجودة معروفة حتى الآن.
أما موضع شهداء فخ فلا أثر له الآن ، يقول السباعي في تاريخ مكة : ٨٩ : « في هذا المكان ـ يعني فخّاً ـ تقرر مصير العلويين حيث قتل الحسين بن علي وهو محرم ، بعد أن أبلى بلاءً شديداً ، وقتل معه أكثر من مائة من أصحابه ، وكانت قبورهم معروفة هناك ، ويُشرف قبر زعيمهم الحسين على ربوة في الوادي.
وجاء في معجم معالم الحجاز ، ٧ : ١٩ ما نصه :
« حكى شاهد عيان أنه كان في أواخر الستينات من هذا القرن الرابع عشر الهجري حدث أثناء حفر أساس قصر بالشهداء أن بدت يدُ إنسان طريّة عارية من تحت الأرض ، فحفروا عنها فإذا هي مطبقة