الإشارة. (بِما ظَلَمُوا) بسبب ظلمهم. وهو الشرك والإفساد في الأرض. (إِنَّ فِي ذلِكَ) في إهلاكهم (لَآيَةً) لعبرة (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) فيتّعظون. وفي هذه الآية دلالة على أنّ الظلم يعقّب خراب الدور.
وروي عن ابن عبّاس أنّه قال : أجد في كتاب الله أنّ الظلم يخرّب البيوت ، وتلا هذه الآية.
وقيل : إنّ هذه البيوت بوادي القرى ، بين المدينة والشام.
(وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا) صالحا ومن معه (وَكانُوا يَتَّقُونَ) الكفر والمعاصي ، ولذلك خصّوا بالنجاة. قالوا : إنّهم أربعة آلاف خرج بهم صالح إلى حضر موت ، ولمّا دخلها حضره الموت فمات.
(وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٥٤) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (٥٥) فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ (٥٦) فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ (٥٧) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (٥٨) قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (٥٩))
ثمّ ذكر سبحانه قصّة لوط ، عاطفا بها على ما تقدّم ، فقال : (وَلُوطاً) أي : أرسلنا لوطا ، لدلالة (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا) (١) عليه. أو اذكر. (إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ) ظرف على
__________________
(١) النمل : ٤٥.