سماويّة وأرضيّة.
(أَإِلهٌ مَعَ اللهِ) يقدر على مثل ذلك (قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ) حجّتكم على أنّ غيره يقدر على شيء من ذلك (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في إشراككم ، فإنّ كمال القدرة من لوازم الألوهيّة ، فإذا لم يقدروا على إقامة البرهان على ذلك فاعلموا أنّه لا إله معي ، ولا يستحقّ العبادة سواي.
(قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (٦٥) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ (٦٦))
ولمّا بيّن اختصاصه بالقدرة التامّة الفائقة العامّة ، أتبعه ما هو كاللازم له ، وهو التفرّد بعلم الغيب ، فقال : (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ) الاستثناء منقطع. ورفع المستثنى على اللغة التميميّة.
وفي اختيار المذهب التميمي على الحجازي نكتة سريّة (١) ، حيث أخرج المستثنى مخرج قوله : إلّا اليعافير ، بعد قوله (٢) : ليس بها أنيس ، ليئول المعنى إلى قولك : إن كان الله ممّن في السماوات والأرض ، ففيهما من يعلم الغيب ، مبالغة في نفي العلم عنهم. يعني : أنّ علمهم الغيب في استحالته كاستحالة أن يكون الله منهم ،
__________________
(١) لعلّها بزنة فعيلة ، فتكون بمعنى : شريفة ، من : سرا سروا : كان سريّا ، أي : صاحب مروءة وسخاء وشرف.
(٢) أي : في قول الشاعر :
وبلدة ليس بها أنيس |
|
إلّا اليعافير وإلّا العيس |