قدرته وحكمته ، فقال :
(وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ (٨) وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٩) وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠))
(وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى) وألهمناها وقذفنا في قلبها. وعن الجبائي : كان هذا الوحي رؤيا منام. (أَنْ أَرْضِعِيهِ) ما أمكنك إخفاؤه (فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ) من أن يأخذه بعض العيون المبثوثة من قبل فرعون في تطلّب الولدان ويقتلوه (فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِ) في البحر. يريد نيل مصر.
(وَلا تَخافِي) عليه من ضياعه ووقوعه في يد بعض العيون (وَلا تَحْزَنِي) أي : لفراقه ، فإنّ الخوف غمّ يلحق الإنسان لمتوقّع ، والحزن غمّ يلحقه لواقع ، وهو الفراق هاهنا. فنهيت عنهما جميعا ، وأومنت بالوحي إليها ، ووعدت ما يسلّيها ، ويطمئن قلبها ، ويملؤها غبطة وسرورا بهذا القول.
(إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ) سالما عن قريب بحيث تأمنين عليه (وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).