(وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٥٧) وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها فَتِلْكَ مَساكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ (٥٨) وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى إِلاَّ وَأَهْلُها ظالِمُونَ (٥٩))
روي : أنّ الحرث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف وأضرابه قالوا : نحن نعلم أنّك على الحقّ ، ولكنّا نخاف إن اتّبعناك وخالفنا العرب بذلك ـ وإنّما نحن أكلة رأس ، أي : قليلون ـ أن يتخطّفونا من أرضنا ، فنزلت : (وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ) نستلب (مِنْ أَرْضِنا) ونخرج منها. يعنون أرض مكّة والحرم.
فردّ الله تعالى عليهم بقوله : (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ) نجعل مكانهم (حَرَماً آمِناً) ذا أمن بحرمة البيت الّذي فيه يتناحر العرب حوله ، وهم آمنون في حرمهم. وإسناد أمن إلى أهل الحرم حقيقة ، وإلى الحرم مجاز.
(يُجْبى إِلَيْهِ) يحمل إليه ويجمع فيه. من : جبيت الماء في الحوض ، أي : جمعته. وقرأ نافع ويعقوب في رواية بالتاء. (ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ) من كلّ أوب.