الأرجوان (١) ، وعليها سرج من ذهب ، ومعه أربعة آلاف على زيّه. وقيل : عليهم وعلى خيولهم الديباج الأحمر ، وعن يمينه ثلاثمائة غلام ، وعن يساره ثلاثمائة جارية بيض ، عليهنّ الحليّ والديباج. وقيل : في تسعين ألفا عليهم المعصفرات (٢) ، وهو أوّل يوم رؤي فيه المعصفر. وقال الحسن : خرج عليهم في الحمرة والصفرة.
(قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا) على ما هو عادة الناس من الرغبة (يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ) تمنّوا مثله الّذي يسمّى الغبطة ، لا عينه ، حذرا عن الحسد الّذي يتمنّى الرجل أن يكون نعمة صاحبه له دونه (إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ) نصيب وافر من أمر الدنيا (عَظِيمٍ). والحظّ ـ لغة ـ : الجدّ. وهو البخت والدولة. وصفوه بأنّه مجدود مبخوت. يقال : فلان ذو حظّ ، وحظيظ ، ومحظوظ.
(وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) بأحوال الآخرة من المؤمنين المصدّقين بوعد الله للمتمنّين (وَيْلَكُمْ) أصله الدعاء بالهلاك ، ثمّ استعمل في الزجر والردع والبعث على ترك ما لا يرتضى ، كما استعمل : لا أبالك ، في الحثّ على الفعل. وأصله الدعاء على الرجل المتّهم في النسب من جانب الأب. (ثَوابُ اللهِ) في الآخرة (خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً) ممّا أوتي قارون ، بل من الدنيا وما فيها.
(وَلا يُلَقَّاها) الضمير فيه للكلمة الّتي تكلّم بها العلماء. أو للثواب ، فإنّه بمعنى المثوبة أو الجنّة. أو للإيمان والعمل الصالح ، فإنّهما في معنى السيرة والطريقة (إِلَّا الصَّابِرُونَ) على الطاعات ، وعن المعاصي.
روي : أنّ قارون كان يؤذي موسى عليهالسلام في كلّ وقت ، وهو يداريه للقرابة الّتي بينهما ، حتّى نزلت آية الزكاة ، فصالحه عن كلّ ألف دينار على دينار ، وعن كلّ ألف درهم على درهم. فحسبه فاستكثره ، فشحّت به نفسه. فجمع بني إسرائيل وقال : إنّ
__________________
(١) الأرجوان : قطيفة حمراء. والأرجوان : صبغ أحمر. وهو معرّب : أرغوان الفارسيّة.
(٢) المعصفر : الثوب المصبوغ بالعصفر. وهو صبغ أصفر اللون.