يَسِيرٌ (١٩) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠) يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (٢١) وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٢٢) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٢٣) وَإِنْ تُكَذِّبُوا) وإن تكذّبوني (فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ) من قبلي رسلهم ، كقوم شعيب وإدريس ونوح وغيرهم ، فلم يضرّهم تكذيبهم ، وإنّما ضرّوا أنفسهم ، حيث حلّ بهم ما حلّ من العذاب بسبب تكذيب الرسل. فكذا تكذيبكم. (وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) الّذي يزال معه الشكّ. وهو اقترانه بآيات الله ومعجزاته.
أو وإن كنت مكذّبا فيما بينكم ، فلي في سائر الأنبياء أسوة وسلوة حيث كذّبوا ، وعلى الرسول أن يبلّغ ، وما عليه أن يصدّق ولا يكذّب.
وهذه الآية وما بعدها إلى قوله تعالى : (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ) (١) من جملة قصّة إبراهيم عليهالسلام. ويحتمل أن تكون اعتراضا بذكر شأن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وقريش ، وهدم مذهبهم ، والوعيد على سوء صنيعهم ، توسّط بين طرفي قصّة إبراهيم ، من حيث إنّ مساقها لتسلية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والتنفيس عنه ، بأنّ أباه خليل الله عليهماالسلام كان ممتحنا بنحو ما امتحن به ، من أذيّة قومه الّذين كانوا عبدة الأصنام كقومه ، فلأجل تشبيه
__________________
(١) الآية ٢٤ من هذه السورة.