السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) (١). فعبّر عنه بالماضي للتحقيق والمبالغة. أو يئسوا في الدنيا لإنكار البعث والجزاء. (وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) بكفرهم.
(فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٢٤) وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٢٥) فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٦) وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (٢٧))
ثمّ عاد سبحانه إلى قصّة إبراهيم ، فقال : (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ) قوم إبراهيم عليهالسلام ، حين دعاهم إلى الله تعالى ، ونهاهم عن عبادة الأصنام (إِلَّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ) لنتخلّص منه. وكان ذلك قول بعضهم لبعض. وقيل : قاله واحد منهم ، وكان الباقون راضين ، فكانوا جميعا في حكم القائلين.
(فَأَنْجاهُ اللهُ مِنَ النَّارِ) أي : فقذفوه في النار ، فأنجاه منها ، بأن أذهب حرّها وجعلها عليه بردا وسلاما (إِنَّ فِي ذلِكَ) في إنجائه منها (لَآياتٍ) علامات واضحة. وهي حفظه من أذى النار ، وإخمادها ـ مع عظمها ـ في زمان يسير ،
__________________
(١) الروم : ١٢.