العذاب رجزا ، لأنّه يقلق المعذّب. من قولهم : ارتجز وارتجس إذا اضطرب. وقرأ ابن عامر : منزّلون بالتشديد. (بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) بسبب فسقهم ، وخروجهم عن طاعة الله.
(وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها) من القرية (آيَةً بَيِّنَةً) عبرة واضحة ، ودلالة ظاهرة على قدرتنا. وهي الحكاية الشائعة ، أو آثار ديارهم الخربة. وقيل : بقيّة الحجارة الممطورة ، فإنّها كانت باقية بعد. وقيل : بقيّة أنهارها المسودّة على وجه الأرض.
(لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) يستعملون عقولهم في الاستبصار والاعتبار. وهذا متعلّق بـ «تركنا» أو «بيّنة».
(وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٣٦) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (٣٧) وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (٣٨) وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَما كانُوا سابِقِينَ (٣٩) فَكُلاًّ أَخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا وَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٠))