(فَكُلًّا) من المذكورين (أَخَذْنا) عاقبنا (بِذَنْبِهِ) بتكذيبهم الرسل (فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً) وهم قوم لوط. وقيل : عاد. وهي ريح عاصف فيها حصباء. وقيل : ملك كان يرميهم. (وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ) صيحة جبرئيل. وهم ثمود وقوم شعيب. (وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ) كقارون (وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا) وهم قوم نوح وفرعون وقومه.
(وَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ) ليعاملهم معاملة الظالم ، فيعاقبهم بغير جرم ، إذ هو قادح في العدالة الواجبة عليه (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) بما يوجب العذاب ، من الكفر وتكذيبهم الرسل.
(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٤١) إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٤٢) وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلاَّ الْعالِمُونَ (٤٣))
ثمّ شبّه سبحانه ما اتّخذوه من دون الله متّكلا في دينهم ، ومعوّلا عليهم ، بما هو مثل عند الناس في الوهن والوهي (١) والضعف ، وهو نسج العنكبوت ، فقال :
(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ) من الأصنام وغيرها (كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً) فكما أنّ بيت العنكبوت لا يغني عنها شيئا ، لكونه في غاية الوهن والضعف ، ولا يجدي نفعا ، كذلك الأصنام لا تملك لهم خيرا وشرّا ،
__________________
(١) الوهي : الضعف والاسترخاء.