(وَالْمِسْكِينَ) ما وظّف الله له من الخمس والزكاة (وَابْنَ السَّبِيلِ) والمسافر المحتاج ما فرض الله له في مالك.
(ذلِكَ) أي : إعطاء الحقوق مستحقّيها (خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ) ذاته ، أو جهته لا جهة اخرى ، أي : يقصدون بمعروفهم إيّاه خالصا من الرياء والسمعة (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الفائزون بما بسط لهم من النعيم المقيم.
(وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (٣٩) اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٤٠))
(وَما آتَيْتُمْ) أعطيتم (مِنْ رِباً) من زيادة مال. وقرأ ابن كثير : أتيتم بالقصر ، بمعنى ما جئتم به من إعطاء ربا. (لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ) ليزيد ويزكو في أموالهم (فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ) فلا يزكو عنده. وقرأ نافع ويعقوب : لتربوا بالخطاب ، أي : لتزيدوا ، أو لتصيروا ذوي ربا.
قيل : نزلت في ثقيف ، وكانوا يربون. ومعناه : وما أوتيتم من زيادة محرّمة في المعاملة ، كقوله : (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) (١).
وقيل : المراد : وما أوتيتم من عطيّة يتوقّع بها مزيد مكافأة. وذلك بأن يهب رجل رجلا أو يهدي له ليعوّضه أكثر ممّا وهب أو أهدى ، فليست تلك الزيادة
__________________
(١) البقرة : ٢٧٦.