ثمّ استنتج من ذلك تقدّسه عن أن يكون له شركاء ، فقال : (سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) ويجوز أن يكون الموصول صفة ، والخبر «هل من شركائكم» والرابط «من ذلكم» لأنّه بمعنى : من أفعاله. و «من» الأولى والثانية تفيدان شيوع الحكم في جنس الشركاء والأفعال ، والثالثة مزيدة لتعميم المنفيّ. وكلّ منها مستقلّة بالتأكيد ، لتعجيز الشركاء ، وتجهيل عبدتهم. وقرأ حمزة والكسائي بالتاء.
(ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤١) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (٤٢) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (٤٣) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (٤٤) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (٤٥) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٤٦))
ثمّ ذكر سبحانه ما أصاب الخلق بسبب ترك التوحيد ، فقال : (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) كالجدب والموتان ، وكثرة الحرق والغرق ، ومحق البركات ، وكثرة المضارّ والظلم. وعن ابن عبّاس : معناه : أجدبت الأرض. وانقطعت مادّة البحر.