ثمّ أخبر سبحانه عن صفة المؤمنين المصدّقين ، فقال : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ) أي : لهم نعيم الجنّات ، فعكس للمبالغة.
(خالِدِينَ فِيها) حال من الضمير في «لهم» أو من (جَنَّاتُ النَّعِيمِ). والعامل ما تعلّق به اللام. (وَعْدَ اللهِ حَقًّا) مصدران مؤكّدان. الأوّل مؤكّد لنفسه. والثاني مؤكّد لغيره ، لأنّ قوله : (لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ) في معنى : وعدهم الله جنّات النعيم ، فأكعد معنى الوعد بالوعد ، وليس كلّ وعد حقّا.
(وَهُوَ الْعَزِيزُ) الّذي لا يغلبه شيء ، فيمنعه عن إنجاز وعده ووعيده (الْحَكِيمُ) الّذي لا يفعل إلّا ما يوجبه حكمته وعدله.
(خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (١٠) هذا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (١١))
ثمّ أخبر سبحانه عن أفعاله الدالّة على عزّته الّتي هي كمال القدرة ، وحكمته الّتي هي كمال العلم ، فقال : (خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) جملة مستأنفة. أو في محلّ الجرّ ، على أنّه صفة للعمد ، أي : بغير عمد مرئيّة. يعني : أنّه عمدها بعمد لا ترى ، وهي إمساكها بقدرته.
(وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ) جبالا شوامخ ثوابت (أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) كراهة أن تميل بكم ، فإنّ تشابه أجزائها يقتضي تبدّل أحيازها وأوضاعها ، لامتناع اختصاص