الإشراك ، فما ظنّك بغيرهما؟
روي : أنّها نزلت في سعد بن أبي وقّاص وأمّه. وفي الخبر : أنّها مكثت ثلاثا لا تطعم ولا تشرب ، لإسلام ابنها ، حتّى فتحوا فاها بعود ليطعموها شيئا.
(يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (١٦) يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (١٧) وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (١٨) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (١٩))
ثمّ عاد سبحانه إلى الإخبار عن لقمان في وصيّته لابنه ، وأنّه قال له : (يا بُنَيَّ إِنَّها) أي : الخصلة أو الفعلة من الإسارة أو الإحسان (إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ) أي : إن كانت مثلا في الصغر ، كحبّة الخردل. ورفع نافع «مثقال» على أنّ الهاء ضمير القصّة ، و «كان» تامّة. وتانيثها لإضافة المثقال إلى الحبّة ، أو لأنّ المراد به الحسنة أو السيّئة.
(فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ) في أخفى مكان وأحرزه كجوف صخرة ، أو أعلاه كمحدّب السماوات ، أو أسفله كمقعّر الأرض (يَأْتِ بِهَا اللهُ) يحضرها يوم القيامة ، فيحاسب بها عاملها.