الكلمات ـ والموضع موضع التكثير ـ أعني : الكلم ـ لا التقليل ، للإشعار بأنّ ذلك لا يفي بالقليل فكيف بالكثير؟! فعلمكم في جنب هذا العلم في نهاية القلّة.
(إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ) لا يعجزه شيء (حَكِيمٌ) لا يخرج عن علمه وحكمته أمر.
(ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٢٨) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٢٩) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٣٠) أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٣١) وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (٣٢))
قال مقاتل : إنّ كفّار قريش قالوا : إنّ الله خلقنا أطوارا : نطفة ، علقة ، مضغة ، لحما. فكيف يبعثنا خلقا جديدا في ساعة واحدة؟ فنزلت :
(ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ) إلّا كخلقها وبعثها ، أي : سواء في قدرته الواحد والجمع ، والقليل والكثير. وذلك أنه إنّما كانت تتفاوت النفس الواحدة والنفوس الكثيرة العدد ، أن لو شغله شأن عن شأن وفعل عن فعل ، وقد تعالى عن