غرور ، شيطانا كان أو غيره.
وفي الحديث : «الكيّس من دان نفسه ، وعمل لها بعد الموت. والعاجز من اتّبع نفسه هواها ، وتمنّى على الله».
(إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤))
روي : أنّ الحرث بن عمرو بن حارثة أتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله ؛ أخبرني عن الساعة متى قيامها؟ وإنّي قد ألقيت حبّاتي في الأرض ، وقد أبطأت عنّا السماء ، فمتى تمطر؟ وأخبرني عن امرأتي فقد اشتملت ما في بطنها ، أذكر أم أنثى؟ وإنّي علمت ما عملت أمس ، فما أعمل غدا؟ وهذا مولدي قد عرفته ، فأين أموت؟ فنزلت :
(إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) وقت قيامها. واستأثر سبحانه به ، ولم يطلع عليه أحدا من خلقه ، فلا يعلم وقت قيامها سواه. (وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ) في إبّانه المقدّر له ، والمحلّ المعيّن له في علمه. وقرأ نافع وابن عامر وعاصم بالتشديد. (وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ) أذكر أم أنثى؟ أتامّ أو ناقص؟
(وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً) ماذا تعمل في المستقبل ، من خير أو شرّ. وربما تعزم على شيء وتفعل خلافه. ولا شيء أخصّ بالإنسان من كسبه وعاقبته ، فإذا لم يكن له طريق إلى معرفتها ، كان من معرفة ما عداهما أبعد.
(وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) كما لا تدري في أيّ وقت تموت. وربما