مَعْرُوفاً (٣٢) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (٣٣) وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً (٣٤))
روي : أنّ أزواج النبيّ حين رأين الفتح والنصرة في الغزوات ، وكثرة الغنائم ، سألنه شيئا منها ، وطلبن منه ثياب الزينة وزيادة النفقة ، وبالغن في ذلك ، وقد تأذّى منه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم واغتمّ ، فنزلت :
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ) وكنّ يومئذ تسعا : عائشة ، وحفصة ، وأمّ حبيبة بنت أبي سفيان ، وسودة بنت زمعة ، وأمّ سلمة بنت أبي اميّة. فهؤلاء من قريش.
وصفيّة بنت حييّ الخيبريّة ، وميمونة بنت الحارث الهلاليّة ، وزينب بنت جحش الأسديّة ، وجويرية بنت الحارث المصطلقيّة.
(إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا) أي : سعة العيش في الدنيا والتنعّم فيها (وَزِينَتَها) وزخارفها (فَتَعالَيْنَ) وأصل «تعال» أن يقول من في المكان المرتفع لمن في المكان المنخفض ، ثمّ كثر حتّى استوت في استعماله الأمكنة جميعا.
(أُمَتِّعْكُنَ) أعطكنّ متعة الطلاق ، أي : كمتعة المطلّقة الّتي لم يسمّ مهرها ، ولم يكن مدخولا بها. فإن كانت مدخولا بها ومفروضا لها فالتمتيع سنّة. وقد مرّ تفصيل ذلك في سورة البقرة (١). وقيل : أمتّعكنّ بتوفير المهر.
(وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً) واطلّقكنّ طلاقا من غير ضرر ، فإنّ السراح
__________________
(١) راجع ج ١ ص ٣٦٤ ـ ٣٦٩ ذيل الآية ٢٢٩ ـ ٢٣١ من سورة البقرة.