ثبّتنا على ولاء أهل بيت نبيّك ، وأعذنا من زلّة أقدامنا على جادّة محبّتهم ومودّتهم ، الّتي هي الصراط المستقيم ، والمنهج القويم ، واعصمنا من نزغات الشيطان المؤدّية إلى الهلاك الأبدي ، والخسران السرمدي في يوم الدين ، بحقّ محمّد خاتم النبيّين ، وأهل بيته المعصومين.
ثمّ عاد إلى ذكر أزواج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ) من الكتاب الجامع بين الأمرين ، أي : انّه آيات بيّنات تدلّ على صدق النبوّة ، لأنّه معجزة بنظمه ، وحكمة وعلوم وشرائع. وفيه تذكير بما أنعم الله عليهنّ ، حيث جعل بيوتهنّ مهابط الوحي ، وما شاهدن من آثار الوحي ممّا يوجب قوّة الإيمان ، والحرص على الطاعة ، حثّا على الانتهاء والائتمار فيما كلّفن به.
(إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً) في تدبير ما يصلح في الدين (خَبِيراً) عليما بأفعال العباد. أو لطيفا بأوليائه ، خبيرا بجميع خلقه.
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (٣٥))
قال مقاتل بن حيّان : لمّا رجعت أسماء بنت عميس من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب ، دخلت على نساء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقالت : هل نزل فينا شيء