نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (١١٦) قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (١١٧) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١١٨) فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١١٩) ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ (١٢٠) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٢١) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٢٢))
(كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) لأنّ من كذّب رسولا واحدا من رسل الله فقد كذّب الجماعة ، لأنّ كلّ رسول يأمر بتصديق جميع الرسل. وقال أبو جعفر عليهالسلام : «يعني بالمرسلين نوحا والأنبياء الّذين كانوا بينه وبين آدم عليهالسلام». والقوم : مؤنّثة ، ولذلك تصغّر على قويمة.
(إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ) لأنّه كان منهم. من قول العرب : يا أخا بني تميم ، يريدون : يا واحدا منهم. (أَلا تَتَّقُونَ) عذاب الله ، فتتركوا عبادة غيره.
(إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) مشهور بالأمانة فيكم (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) فيما آمركم به من التوحيد والطاعة لله.
(وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) على ما أنا عليه من الدعاء والنصح (مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ * فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) كرّره ليؤكّده عليهم ، ويقدّره في نفوسهم ، وينبّه على دلالة كلّ واحد من أمانته وحسم طمعه على وجوب طاعته فيما يدعوهم إليه ، فكيف إذا اجتمعا؟! (قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) الأقلّون مالا وجاها. جمع الأرذل على