(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً (٥٣) إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (٥٤))
وعن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس : كان رسول الله يريد أن يخلو له المنزل ، لأنّه كان حديث عهد بعرس ، وكان محبّا لزينب ، وكان يكره أذى المؤمنين في إخراجهم عن المنزل. فنزلت :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِ) أي : لا تدخلوا أيّها المتحيّنون (إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) إلّا وقت الإذن (إِلى طَعامٍ) تعلّق بـ «يؤذن» لأنّه متضمّن معنى : يدعى ، للإشعار بأنّه لا يحسن الدخول على الطعام من غير دعوة وإن أذن. كما أشعر به قوله : (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) غير منتظرين وقته ، أو إدراكه. وهو حال من فاعل «لا تدخلوا» أو المجرور في «لكم». وقد أمال حمزة والكسائي : إناه ، لأنّه مصدر : أنى الطعام ، إذا أدرك.
وهذا الحكم مخصوص بهؤلاء المتحيّنين وأمثالهم ، وإلّا لما جاز لأحد أن يدخل بيوته بالإذن لغير الطعام.