ورفع «غير» للحمل على محلّ «من خالق» بأنّه وصف أو بدل ، والاستفهام بمعنى النفي. أو أنّه فاعل «خالق». وجرّه حمزة والكسائي حملا على لفظه.
و «يرزقكم» صفة لـ «خالق» أو استئناف مفسّر له ، أو كلام مبتدأ. وعلى الأخير لا يطلق «الخالق» على غير الله تعالى. وأمّا على الوجهين الآخرين ـ أعني : الوصف والتفسير ـ فقد تقيّد فيهما بالرزق من السماء والأرض ، وخرج من الإطلاق.
و «لا إله إلّا هو» جملة مفصولة لا محلّ لها. ولو وصلتها كما وصلت «يرزقكم» لم يساعد عليه المعنى ، لأنّ قولك : هل من خالق آخر سوى الله لا إله إلّا ذلك الخالق ، غير مستقيم ، لأنّ قولك : هل من خالق سوى الله إثبات لله ، فلو ذهبت تقول ذلك ، كنت مناقضا بالنفي بعد الإثبات.
(وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٤) يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (٥) إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ (٦) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (٧) أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ (٨))