أخشاكم لله ، وأتقاكم له».
وعن مسروق : كفى بالمرء علما أن يخشى الله ، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعلمه.
وعن الصادق عليهالسلام : «يعني بالعلماء من صدّق قوله فعله ، ومن لم يصدّق قوله فعله فليس بعالم».
وعن ابن عبّاس قال : يريد : إنّما يخافني من خلقي ، من علم جبروتي وعزّتي وسلطاني.
إن قلت : قد نرى من العلماء من لا يخاف الله ، ويرتكب المعاصي.
فالجواب : أنّه لا بدّ من أن يخافه مع العلم به ، وإن كان ربما يؤثر المعصية عند غلبة الشهوة لعاجل اللذّة.
وتقديم المفعول لأنّ المقصود حصر الفاعليّة ، ولو أخّر انعكس الأمر.
ثمّ علّل وجوب الخشية بقوله : (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) لدلالته على عقوبة العصاة وقهرهم ، وإثابة أهل الطاعة والعفو عنهم ، والمعاقب المثيب حقّه أن يخشى.
(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (٢٩) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (٣٠))
ثمّ وصف سبحانه العلماء ، فقال على سبيل الاستئناف : (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ) يداومون على قراءته ، أو متابعة ما فيه ، حتّى صارت عادة لهم. والمراد بكتاب الله القرآن. وقيل : جنس كتب الله. فيكون ثناء على المصدّقين من الأمم ،