فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٣٢) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (٣٣) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (٣٤) الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ (٣٥)) ثمّ خاطب سبحانه نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : (وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ) يعني : القرآن ، و «من» للتبيين. أو الجنس ، و «من» للتبعيض. (هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) لما تقدّمه من الكتب السماويّة. حال مؤكّدة ، لأنّ الحقّ لا ينفكّ عن هذا التصديق ، أي : حقّيّته تستلزم موافقته إيّاه في العقائد وأصول الأحكام.
(إِنَّ اللهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ) عالم بالبواطن والظواهر. فخبّرك وبصّر أحوالك ، فرآك أهلا لأن يوحي إليك. فلو كان في أحوالك ما ينافي النبوّة لم يوح إليك مثل هذا الكتاب المعجز ، الّذي هو عيار على سائر الكتب. وتقديم «الخبير» للدلالة على أنّ العمدة في ذلك الأمور الروحانيّة.
(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ) أي : إنّا أوحينا إليك الكتاب ، أي : القرآن ، ثمّ حكمنا بتوريثه منك. أو نورّثه ، فعبّر عنه بالماضي لتحقّقه. أو المعنى : أورثناه من الأمم السالفة. ومعنى الإرث : انتهاء الحكم إليهم ، ومصيره لهم ، كما قال : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ