الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (١٨١) وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ (١٨٢) وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (١٨٣) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (١٨٤) قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (١٨٥) وَما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (١٨٦) فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٨٧) قالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (١٨٨) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٨٩) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٩٠) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٩١))
ثمّ أخبر عن قوم شعيب ، فقال : (كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ) الأيكة : غيضة (١) تنبت ناعم الشجر. يريد غيضة بقرب مدين تسكنها طائفة ، فبعث الله إليهم شعيبا ، كما بعثه إلى مدين. وكان أجنبيّا منهم ، فلذلك لم يقل : إذ قال لهم أخوهم شعيب ، كما في المواضع المتقدّمة ، بل قال : (إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ). وفي الحديث : «إنّ شعيبا أخا مدين ، أرسل إليهم وإلى أصحاب الأيكة».
وقيل : الأيكة شجر ملتفّ. وكان شجرهم الدوم (٢). وهو المقل.
__________________
(١) الغيضة : مجتمع الشجر في مغيض الماء ـ أي : مجتمعه ومدخله ـ الأجمة.
(٢) الدوم : جنس شجر من فصيلة النخليّات ، يستخرج من ثماره نوع من الدبس. يعرف أيضا بشجرة المقل.