(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٨) ما يَنْظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (٤٩) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (٥٠) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (٥١) قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (٥٢) إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٥٣) فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٤))
(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ) يعنون وعد البعث (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) وهذا استهزاء منهم بخبر النبيّ والمؤمنين بوقوع البعث.
فقال في جوابهم : (ما يَنْظُرُونَ) ما ينتظرون (إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) هي النفخة الأولى (تَأْخُذُهُمْ) أو القيامة تأتيهم بغتة (وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) يتخاصمون في متاجرهم ومعاملاتهم ، لا يخطر ببالهم أمرها ، كقوله : (أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (١).
وفي الحديث : «تقوم الساعة والرجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعانه ، فما يطويانه حتّى تقوم. والرجل يرفع أكلته إلى فيه ، فما تصل إلى فيه حتّى تقوم. والرجل يليط (٢) حوضه ليسقي ماشيته ، فما يسقيها حتّى تقوم».
__________________
(١) يوسف : ١٠٧.
(٢) لاط الحوض : طيّنه لئلّا ينشف الماء.