وقيل : الضمير للقرآن ، أي : وما يصحّ للقرآن أن يكون شعرا.
(إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ) عظة وإرشاد من الله (وَقُرْآنٌ مُبِينٌ) وكتاب سماويّ يتلى في المعابد ، ظاهر أنّه ليس كلام البشر ، لما فيه من الإعجاز.
(لِيُنْذِرَ) القرآن أو الرسول من معاصي الله. ويؤيّده قراءة نافع وابن عامر ويعقوب بالتاء. (مَنْ كانَ حَيًّا) عاقلا متأمّلا ، فإنّ الغافل كالميّت. أو مؤمنا في علم الله ، فإنّ الحياة الأبديّة بالإيمان. وتخصيص الإنذار بمن كان حيّا ، لأنّه المنتفع به.
(وَيَحِقَّ الْقَوْلُ) وتجب كلمة العذاب (عَلَى الْكافِرِينَ) المصرّين على الكفر.
وجعلهم في مقابلة من كان حيّا ، إشعار بأنّهم لكفرهم وعدم تأمّلهم أموات في الحقيقة.
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ (٧١) وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ (٧٢) وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (٧٣) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (٧٤) لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥) فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (٧٦))
ثمّ عاد الكلام إلى ذكر الأدّلة على التوحيد ، فقال : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا) ممّا تولّينا إحداثه ، ولم يقدر على إحداثه غيرنا. وذكر الأيدي وإسناد العمل إليها ، استعارة تفيد مبالغة في الاختصاص والتفرّد بالإحداث ، كقول الواحد منّا : عملت هذا بيدي ، أي : انفردت فيه من غير إعانة معين.