مُوسى وَهارُونَ) أنعمنا عليهما بالنبوّة وغيرها من المنافع الدينيّة والدنيويّة (وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) من تغلّب فرعون ، وتسخير قومه إيّاهم ، واستعمالهم في الأعمال الشاقّة. وقيل : من الغرق. (وَنَصَرْناهُمْ) الضمير لهما مع القوم ، لقوله تعالى : (وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما). (فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ) على فرعون وقومه ، بعد أن كانوا مغلوبين مقهورين.
(وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ) البليغ في بيانه. وهو التوراة ، كما قال : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ) (١). (وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) الطريق الموصل إلى الحقّ والصواب. وهو صراط أهل الإسلام الّذين أنعم الله عليهم ، غير المغضوب عليهم ، ولا الضالّين.
(وَتَرَكْنا عَلَيْهِما) الثناء الجميل (فِي الْآخِرِينَ) بأن قلنا (سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) قد سبق تفسير ذلك.
(وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (١٢٤) أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ (١٢٥) اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (١٢٦) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٢٧) إِلاَّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (١٢٨) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٢٩) سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (١٣٠) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٣١) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٣٢))
__________________
(١) المائدة : ٤٤.