فلتأكيد وصل الصفة بالموصوف ، كما في قوله : (سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) (١).
(ذِكْرى) تذكرة. ومحلّها النصب على العلّة أو المصدر ، لأنّها في معنى الإنذار ، كأنّه قيل : مذكّرون تذكرة. أو الرفع على أنّها صفة «منذرون» بإضمار : ذووا. أو جعلوا ذكرى ، لإمعانهم في التذكرة وإطنابهم فيها. أو خبر محذوف ، أي : هذه ذكرى. والجملة اعتراضيّة. ويجوز أن تكون «ذكرى» متعلّقة بـ «أهلكنا» مفعولا له. والمعنى : وما أهلكنا من أهل قرية ظالمة إلّا بعد ما ألزمناهم الحجّة بإرسال المنذرين إليهم ، ليكون إهلاكهم تذكرة وعبرة لغيرهم. (وَما كُنَّا ظالِمِينَ) فنهلك غير الظالمين ، أو قبل الإنذار.
(وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ (٢١٠) وَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَما يَسْتَطِيعُونَ (٢١١) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (٢١٢) فَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (٢١٣) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤) وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢١٥) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢١٦) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٢١٧) الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ (٢١٨) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (٢١٩) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٢٢٠))
روي : أنّ الكفّار كانوا يقولون : إنّما يتنزّل على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم من جنس ما يتنزّل به الشياطين على الكهنة. فكذّبهم الله بقوله : (وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ) بالقرآن
__________________
(١) الكهف : ٢٢.