وقيل : هو من كلام النبيّ والمؤمنين. والمعنى : وما من المسلمين أحد إلّا له مقام معلوم في الجنّة على قدر من عمله ، وإنّا لنحن الصافّون له في الصلاة ، والمنزّهون له عن السوء.
(وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ (١٦٧) لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٦٨) لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (١٦٩) فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (١٧٠) وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢) وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ (١٧٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٤) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٥) أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (١٧٦) فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٧) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٨) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٩))
(وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ) «إن» هي المخفّفة من الثقيلة ، واللام هي الفارقة. والمعنى : أنّ هؤلاء الكفّار ـ يعني : أهل مكّة ـ ليقولون (لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ) كتابا من الكتب الّتي نزلت عليهم (لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) لأخلصنا العبادة له ، ولم نخالف كما خالفوا. فلمّا جاءهم الذّكر الّذي هو أشرف لأذكار والشاهد عليها (فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) عاقبة كفرهم.
(وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ) أي : ما وعدنا لهم بالنصر والغلبة على عدوّهم في الدنيا ، وعلوّ درجاتهم عليهم في الآخرة. وهو قوله : (إِنَّهُمْ لَهُمُ