وحكمة بالغة ، وإن غفل عنها الغافلون ، ولم يتوصّل إلى معرفتها العاقلون.
وفائدة الجمع بين «كم» و «كلّ» : أنّ «كلّ» للدلالة على الإحاطة بأزواج النبات على سبيل التفصيل ، و «كم» على أنّ هذا المحيط متكاثر مفرط الكثرة. فهذا معنى الجمع بينهما ، وبه نبّه على كمال قدرته.
وعن الشعبي : الناس نبات الأرض ، كما قال سبحانه : (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً) (١). فمن دخل الجنّة فهو كريم ، ومن دخل النار فهو لئيم.
(إِنَّ فِي ذلِكَ) أي : في إنبات تلك الأصناف ، أو في كلّ واحد من تلك الأزواج (لَآيَةً) على أنّ منبتها تامّ القدرة والحكمة ، سابغ النعمة والرحمة ، مقتدر على إحياء الأموات (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ) في علم الله (مُؤْمِنِينَ) بأمثال هذه الآيات العظام.
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ) الغالب القادر على الانتقام من الكفرة (الرَّحِيمُ) حيث أمهلهم. أو العزيز في انتقامه ممّن كفر ، الرحيم لمن تاب وآمن.
(وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ (١١) قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (١٢) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ (١٣) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (١٤))
ثمّ ذكر سبحانه أقاصيص رسله تسلية للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتحريضا له على
__________________
(١) نوح : ١٧.