الفصل الثالث
وبالجملة فقد يجب أن يكون في هذه الأسطقسات إما أن لا يكون فيها تغير أصلا إلى واحد ، وإما أن يكون فيها تغير. فإن كان فيها تغير فإما أن يكون من بعضها إلى بعض كما قال أفلاطون إن الثلاثة لا تتغير إلى الأرض والأرض إليها من قبل المثلثات التي تبقى ، فضلا على ما قيل في السماء والعالم ، وإما أن يكون من كل واحد إلى كل واحد. لكن قد تبين فيما سلف أنه واجب أن يتغير كل واحد إلى كل واحد ضرورة وتبين مع ذلك على كم وجه يتخيل أنه ليس تغير بعضها إلى بعض في السهولة والسرعة سواء وإن التي تتضاد في كيفيتين أعسر من التي تتضاد في واحدة وتتفق في واحدة. والذي بقي هو أن يبين أنه ليس تغير كل واحد منها إلى كل واحد على أن يكون فيها ما هو اسطقس ومبدأ لكون الباقية حتى يكون تغير تلك الباقية عنه تركيبا وتغيره عنها انحلالا على جهة ما يوجد الأمر في المركبات مع الأسطقس. وذلك أنه قد تبين انه ليس تغير بعضها إلى بعض هو على أنّ واحدا منها موضوع لسائرها فالذي بقي أن يبين انه أيضا ولا واحد منها أسطقس للباقية ، أعني أنه ليس فيها مبدأ للتغير ونهاية بل تغير بعضها إلى بعض هو على وتيرة واحدة والموضوع لها هو شيء بالقوة. وإنما فحص هنا عن هذا الفحص لأن هذا قد قال به كثير من القدماء. والذين قالوا بذلك فرقتان : فرقة رأت أن الاسطقس هو لها واحد من الأسطقسات التي في الطرفين إما نار وإما أرض ، وفرقة رأت / أنه واحد من التي في الوسط إما ماء وإما هواء. فنقول ان القول بان الاسطقس لها هو إما نار او أرض شبيه بقول من قال انها