الوسط ولا يتضادان فهما يضادان بمضادة واحدة والشيئان اللذان يضادان شيئا واحدا بمضادة واحدة هما من نوع واحد.
الفصل الرابع
ولما فرغ من معاندة الآراء التي يمكن أن يقال فيها أن بعض الاسطقسات لا تتغير إلى بعض عاد إلى معاندة من يقول أنه ولا واحد منها يتغير إلى الآخر ، فجعل قوله قائله ١ [كذا] ابن دقليس إذ كان هو أشهر من يقول بهذا فقال :
وإنا لا نوجب من قول من يقول أن الاسطقسات كثيرة ويقول مع هذا إنها غير متغيرة بعضها إلى بعض لانها متعادلة ومتساوية في القوة ، وذلك أن الأشياء المتعادلة والمتساوية إما أن تكون متساوية في الكمية او في الكيفية المتضادة على طريق النسبة مثل أن هذا الشيء يسكن كما هذا يبرد / إلا ان هذا التساوي الذي يوجد على طريق النسبة إنما يقال له تشابه لا تساوي ، ولذلك ليس نرى أن ابن دقليس عنى هذا النوع من التساوي ، وهو يعدله على أنه لم يستعمل هذا النوع من التساوي وذلك أن بهذا النوع فقط من التساوي يمكن أن يدعي مدع أنها تبقى غير متغيرة. فاما بالنوعين الاولين فلا يمكن أن تنحفظ ، وذلك ان التعادل الذي يوجد لها من قبل الكمية او من قبل الكيفية إنما يوجد لها من جهة ما هي من جنس واحد مشتركة في مادة واحدة. وإذا كان التغير لها إنما هو من جهة ما هي مختلفة لا من جهة ما هي متفقة فلا معنى لذلك التعادل إذ كان إنما هو من باب الاتفاق
_______________
١ ـ من الأصل : قابله.