العداوة والمحبة يحركان حتى يقال ما الحركة التي تحركها العداوة وما الحركة التي تحركها المحبة. فقد كان يجب أن يقال في ذلك إما قولا مستقصى / وإما قولا مقنعا. وأيضا فلما كنا نجد لكل واحد من الأسطقسات حركة قسرية فيوجد لكل واحد منها ضدها وهي الحركة الطبيعية وذلك ان الحركة الطبيعية هي أقدم. وإذا كان ذلك كذلك ، وكنا نجد النار والأرض إنما يجتمعان عند ما تتحرك الأرض إلى فوق وتهبط النار إلى أسفل ، ويفترقان عند ما تصعد النار وتهبط الأرض ، والصعود للأرض والهبوط للنار قسري. فإن كانت العداوة هي سبب الافتراق في الأشياء على ما يقوله هذا الرجل والمحبة سبب للاجتماع ، فالمحبة التي يمدحها ويقدمها هي سبب الحركة القسرية المتأخرة والعداوة سبب الحركة الطبيعية المتقدمة. فالعداوة إذن أولى بأن تكون سببا في المحبة ، وذلك شنيع عنده ، فان لم تكن المحبة ولا العداوة سببا لهاتين الحركتين ، فليسا سببا لحركة اصلا. وإذا لم يكونا سببا للحركة فليس هنالك حركة أصلا. وأيضا فإنا نقول إن العالم لما كان قد تبين أنه يتحرك في هذا الوقت عن وجود حركة العداوة عنده ، وفي القديم عن وجود حركة المحبة عنده بحركة واحدة وعلى مثال واحد ، فليس يمكن أن تكون العداوة ولا المحبة سببا لهذه الحركة لأن هاتين الحركتين اللتين سببهما العداوة والمحبة هما حركتان متغايرتان لا يجتمعان معا في موضوع واحد في وقت واحد بل توجد هذه حينا ، وهذه حينا. فإذن المحرك للحركة الواحدة في زمان تحريك العداوة وزمان تحريك المحبة ليس هو المحبة ولا العداوة ومن الشنيع قوله إن النفس يكون من الاسطقسات ، وذلك أنه لا سبيل إلى أن يوفي أسباب افعال النفس وانفعالاتها من الاسطقسات