الفصل الثاني
٣٣ ـ قال :
ولما كانت جميع الأجسام المتولدة من الأسطقسات في المكان الأوسط الذي هو مكان الأرض ، فواجب أن يكون الأرض جزء منها ، لأن الأشياء التي هي بالطبع في موضع ما هي ضرورة اما ذلك الجسم الموجود في ذلك الموضع او شيء غالب عليه ذلك الجسم. ولذلك وجب أن تكون الأجسام الموجودة في المكان الوسط إما أرضا وإما أرضية. ولما كانت الأرض ليس يمكن لموضع بينها أن تقبل الشكل والانحصار من غيرها وكان الماء هو الذي يمكن فيه ذلك ، كان واجبا أن يكون الماء أيضا جزء من الأشياء المتكونة. وأيضا فإن المتكون لما كان بالاختلاط ، والاختلاط إنما يكون بالرطوبة وجب أيضا لذلك أن يكون الماء جزء من الأشياء المتولدة على جهة الاختلاط. وإذا وجد في جميع المركبات هذان الأسطقسان ، فواجب أن يوجد الاسطقسان الآخران فيها أيضا اللذان هما أضداد لهذين وهما النار والهواء ، والا لم يوجد>في<هذين في المركبين بحال الانقص. مثال ذلك أنه إن لم يكن في المركب شيء حار فلن يوجد فيه بارد الا في الغاية فلذلك ما يجب إذا وجد الماء والأرض في المركبات لا على كيفياتها التي هي في الغاية بل انقص ان يوجد فيها الضدان الآخران اللذان منها انكسرت كيفياتها الأول في المركبات ، أعني الهواء والنار فالأسطقسات الأربعة ضرورة موجودة في كل مركب.