التي يتكون فيها موجود موجود ويتمم نشأته مساوية لعدد الدورات التي فيها يكون هرمه وفساده ، هذا إذا كان الكون على المجرى الطبيعي وإذا كان زمان الشباب مساويا لزمان الهرم في موجود موجود وكان هذان الزمانان محدودين بهذين الأدوار [كذا] التي للفلك المائل. فلكل موجود كما يقول أرسطو عمر محدود من قبل المتحرك دورا ، وأجل معدود؛ فبعضها يحيط بعمره أدوار قليلة وبعضها أدوار كثيرة وبعضها دورة واحدة وبعضها أقل من دورة وبعضها أكثر. وهذا الذي يقول أرسطو في فلك الشمس ينبغي أن تفهمه في سائر أفلاك الكواكب المائلة. وقد نجد الحس موافقا لما أدى إليه البرهان ، وذلك [أنا] نرى أن الشمس إذا قربت منا في فلكها المائل فعلت الكون في أكثر الموجودات ، وإذا بعدت فعلت الفساد في أكثر الموجودات. وينبغي أن تعلم أنه ربما كان الأمر بالعكس في الأقل مثل وجود النبات الشتوي (١). وإنما يعرض كما قلنا أن يكون زمان التكون والنشء مساويا لزمان الهرم والفساد في الكون والفساد الطبيعي وهو الأكثر ، وأما الفساد الغير الطبيعي فقد يعرض كثيرا في زمان أقل من زمان النشء وذلك إما من قبل طبيعة المزاج التابع لطبيعة الهيولى ، فإن الأمزجة الموجودة في أشخاص النوع الواحد لما كانت تختلف بالأقل والأكثر ولم تكن واحدة ، وجب ضرورة أن تختلف أزمنة الكون والفساد من أشخاص النوع الواحد حتى يكون بعضها أطول وبعضها أقصر فيكون فساد ما يفسد من ذلك في غير الوقت ، إذ كل فساد فهو كون شيء آخر ، وكل كون فهو فساد لشيء
__________________
١ ـ النبات الشتوي : أ؛ البصر الشتوية : ب.