لحق هذه الأشياء بالوجه الذي كان يعني (١) أن يتلافى به هذا النقص الحادث من قبله ، وهو أن جعل أن تكون سرمدية. فإن هذا هو الوجه الذي يمكن خاصة أن يتصل الوجود لهذه الأشياء إذ كان اتصال الكون من أقرب شيء إلى اتصال الوجود للأشياء الدائمة الوجود. وسبب هذا الاتصال الذي يتمم الله سبحانه به هذا النقص هو النقلة دورا. ولذلك صار الاتصال لهذه الأشياء على جهة الدور مثل ما نرى الهواء يتكون من الماء والماء من الهواء دائما ودورا ، حتى إن النقلة على الاستقامة إنما يوجد لها الدوام والاتصال من جهة تشبهها بالنقلة دورا مثل صعود الهواء مرة وهبوط الماء أخرى.
ومن هنا ينحل الشك الذي يعتري بعض الناس وهو لم لا تفترق هذه الأجسام البسيطة وتتميز بعضها من في هذا الدهر الطويل حتى لا يكون لها اختلاط ولا امتزاج ، إذ كانت أضدادا وكان من شأن كل واحد أن يلحق بموضعه / الذي يخصه ، فإنه ليس السبب في نقلتها الى أماكن بعض واختلاط بعضها ببعض شيئا إلا النقلة. ولو لا النقلة دورا لكان واجبا أن تفترق في هذا الدهر الطويل. لكنها تنتقل بعضها إلى بعض من قبل النقلة التي هي مضاعفة أي متناه ومختلفة مثل حركة الفلك المائل نفسه ، والحركة الشرقية مع الغربية. فقد تبين من هذا القول ما الأسباب القصوى لاتصال الكون والفساد وأنه واجب أن يكون عنها كون وفساد على الاتصال.
___________________
١ ـ يعنى : أ.