بالاجتماع وفسادا ما بالافتراق فأمّا الكون المطلق والفساد فلا يمكن ان يكون من قبل الاجتماع والافتراق ، من اجل انه لا يمكن ان يكون من قبل الكم المتصل تغير في الجوهر ولا تغير في الكيف وهذا هو الذي وقع لهم الخطأ فيه أولا. بل انما التكون المطلق هو التغير للشيء باسره من هذا المشار إليه الى هذا المشار إليه ، مثل ان يتغير هذا الماء المشار اليه. هواء مشار اليه. وهؤلاء قد كانوا يظنون بمثل هذا انه استحالة ، وبين هذا والاستحالة فرق ، وذلك ان الموضوع للاستحالة شيء ما موجود بالفعل ومشار / اليه ، والموضوع للكون ليس موجودا بالفعل ولا مشار اليه ولذلك كان التغير في الجوهر كونا وفسادا وفي الاعراض التي تقال في موضوع استحالة فاما افتراق الشيء واجتماعه فهو مما يصير به الشيء اسرع فسادا او أبطأ وذلك انه اذا انقسم الى اجزاء صغار سهل فساده واذا كان مجتمعا غير منقسم عسر فساده وسيبين هذا فيما بعد أكثر.
الفصل الثالث
وهذا الفصل تبين فيه خمسة مطالب :
المطلب الأول : يبين فيه مما ذا يكون التكون (١) المطلق والى ما ذا يكون الفساد المطلق ان كانا موجودين.
المطلب الثاني : يذكر فيه شكّا يلزم / في وجود الشيء الذي [٥ ظ : و]
___________________
١ ـ التكون (منّي) أ ، في أ المتكون.