سائر المقولات ، إما لانه (١) ليس جوهرا مشارا إليه ولا واحدا مما هو تحت المقولات العشر لاكم ولا كيف ولا غير ذلك. وكيف ما فهمنا من «ليس المطلق» يلزم ان يكون المفهوم منه عدم المقولات العشر ، وذلك انه ان اردنا بما هو ليس باطلاق أنه / عدم الجوهر فبيّن انه يلزم عنه عدم سائر المقولات والا يكون شيء منها موجودا والا كانت الأعراض مفارقة للجوهر إذ كانت توجد فيما ليس هو جوهرا. واذا كان ليس المطلق يدل على عدم المقولات فنحن بين احد أمرين ، إما ان نضع ان العدم شيء ما ، او نعتقد ان شيئا يكون من العدم المطلق. وقد لخص حل هذا الشك في المقالة الأولى من السماع الطبيعي وهو يضع ما قيل >هنالك<هاهنا فيقول ان التكون المطلق يكون عن موجود بالقوة لا بالفعل وهو الذي يصدق عليه من جهة انه موجود ومن جهة انه غير موجود ، وذلك انه غير موجود بالفعل موجود بالقوة.
ولما صحّ حلّ ذلك الشك من هذه الجهة قال انه يبقى في ذلك شك آخر حتى انه يعيد الشك الأول في وجود الكون المطلق من راس ، أعني هل هاهنا كون مطلق ام لا ، والشك هو هذا : وذلك انه ان كان هاهنا تكوّن مطلق وكان عما هو بالقوة [< موجودا
__________________
١ ـ أنه : أ ؛ لان : ب ، م.