متأخر عن التماس الحقيقي الذي يوجد في الامور الطبيعية ، وذلك أنه قد قيل في السماع في حدّ المتماسين أنهما الجسمان اللذان نهايتهما معا. ولما كان معا هو وضع للاجسام التي هي معا ومن ضرورة الوضع المكان ، كان المتماسان ضرورة في مكان. ولما كانت انواع المكان الأول هي الفوق والاسفل ، فالاشياء المتماسة هي ضرورة إما فوق وإما اسفل. ولما كان ما هو اسفل او فوق ثقيلا او خفيفا ، فالاشياء المتماسة هي ضرورة ما كان لها ثقل او خفة ، إما لكليهما واما لواحد منهما. وبيّن ان الاجسام التي بهذه الصفة فاعلة بعضها في بعض ومنفعلة ، واذا كان هذا هكذا فالمتماسان بالحقيقة او التي شانها التماس هي الاجسام التي نهاياتها معا وهي فاعلة بعضها في بعض ومنفعلة بعضها عن بعض. والمحرّك قد يظن به أنه مساوي للفاعل والمتحرك للمنفعل قالوا وذلك انه لما كان المحرك يوجد على صنفين صنف يحرك بان يتحرك وصنف يحرك بان لا يتحرك ، والفاعل أيضا يوجد بهاتين الصفتين وجب أن يكون كل محرك فاعلا وكل فاعل محركا وليس الامر كذلك بل المحرك اعم من الفاعل وذلك أن الفاعل هو ما فعل اثرا او كيفية / اعني استحالة. وذلك واجب من قبل أن الفاعل مقابل للمنفعل ، والمنفعل انما هو من الاستحالة ، واما كل محرك فليس يلزم فيه ان يفعل استحالة. وإذا كان التماس بالحقيقة انما هو في الفاعلة المنفعلة فبعض المتحركات يماس وبعضها لا يماس. الا ان التماس ايضا من الامور الطبيعية قد يقال بعموم وخصوص؛ فإذا قيل بعموم قيل