بينهما لصغرها فيكون الاختلاط على هذا شيئا / يعرض عند الحس لأن طبيعة كل واحد من المختلطين قائمة في تلك الأجزاء بأنفسها إذ كان انقسام كل واحد من المختلطين إلى أجزاء صغار ولا تداخل بعضها على بعض حتى يعرض لها الاّ تتميز عند الحس ليس ممّا يوجب تغير طبائع المختلطين. ومثال ذلك إن خلطنا حنطة بشعير فإنه يعرض لكل حبة من حبوب الحنطة ان تقع إلى جانب أي حبة اتفقت من حبوب الشعير [...] (١) أن تتغير الشعير] عن طبيعتها ولا حبوب الحنطة. والوجه الثاني أن يكون معنى الاختلاط هو انحلال كل واحد من المختلطين وتغير طبائعهما بانقسام كل واحد منهما إلى أجزاء منقسمة بطبعها ثم تتداخل هذه الأجسام الغير منقسمة بعضها على بعض حتى يكون المختلط شيئا حادثا هو بالفعل غير كل واحد من المختلطين قبل ان يختلطا. فيكون الاختلاط على هذا ليس شيئا عرض عند الحس ، ولكنه أيضا في باب الكمية. ويفارق هذا الاختلاط ذلك المعنى الأول بأن طبيعة كل واحد من المختلطين قد فسدت بانقسامها إلى أجرام غير منقسمة ، واما ذلك الانقسام فطبيعة الأجزاء هي من طبيعة المختلطين وتفارقه أيضا بأن جميع أجزاء أحد المختلطين موضوعا إلى جانب أجزاء المختلط الثاني أي جزء اتفق إلى جانب أي جزء اتفق؛ واما في الاختلاط بالمعنى الأول فليس هو جميع الأجزاء إذ كأنه الأجزاء الخفية (٢) عن الحس يمكن أن تنقسم أيضا إلى أصغر منها فاذن إنما وضع في هذا الاختلاط بعض أجزاء
_________________
١ ـ محو في الهامش.
٢ ـ الخفية : أ ؛ الخافية : ب ، م.