الفصل الأول
٢٥ ـ قال :
لما كنا قد قلنا كل ما كان ينبغي في المخالطة وفي المماسة وفي الفعل والانفعال الموجود في الأشياء الطبيعية ، وقولنا مع ذلك في الكون والفساد المطلق العام للبسائط والمركبات ، أعني الذي يكون من واحد [وإلى واحد] وأي شيء يوجد وكيف يوجد وعما ذا يوجد ، وقلنا مع ذلك في الاستحالة ما هي وما الفرق بينها وبين الكون ، فقد بقي علينا أن ننظر في الأجسام التي تدعى أسطقسات الأجسام وذلك أنه إن كانت جميع المركبات محسوسة فواجب أن تكون أسطقساتها القريبة أمورا محسوسة وهو ينظر من هذه الأجسام في هذا الكتاب في خمسة أشياء أولها هل هنا شيء أقدم أم لا؟ والثانية ما هي فصول الأسطقسات وكم عددها؟ الثالثة هل تكون بعضها من بعض وإن كان فكيف يكون؟ الرابعة هل يكون منها جميع ما يكون؟ الخامسة إن جميع المتشابهة مركبة من كلها أعني من الأربعة. وهو يبتدئ بالمعنى الأول فنقول :
إن قوما قالوا إن لهذه الأجسام الأربعة موضوعا وهيولى لها موجودة بالفعل / ؛ فبعضهم جعلها واحدا منها إما هواء وإما نارا وبعضهم جعل هذه الهيولى شيئا وسطا بين هذه الأجسام إلاّ أنها مع هذا شيء موجود بالفعل. وقوم قالوا إنه ليس لها موضوع أقدم منها. واختلافهم في هذا مثل اختلافهم في عددها؛ فإن قوما قالوا إن الأسطقسات من هذه اثنين فقط بمنزلة من قال إنها نار وأرض فقط؛