تلك الوسائط بالفعل ، وهذا محال لما عرف وهو أن ما يكون بالفعل يجب أن يبقى آنا ويفسد فى آن ، وبين كل آنين زمان ، وإما أن توجد تلك الصور فى زمان غير متناه ومثل هذا لا يصح أن يكون بين متقابلين على ما تعرفه ، وإما أن توجد صور غير متناهية بالفعل فى زمان متناه ـ وهذا أيضا محال.
البخار ماء متصعد ، ونسبته إلى الماء نسبة الغبار إلى الأرض.
ليس للألوان فصل جوهرى نسبته إلى البياض والسواد كنسبة النطق إلى الإنسان؛ ولا للبسائط فصل جوهرى أيضا بل يكون ذلك للمركب الجوهرى.
إن الحيوان ليس يحتاج فى أن يكون حيوانا إلى أن يكون ناطقا أو غير ناطق ، بل يصح أن يكون هذا أو ذاك ، ولكن لا بد من أن يحمل ، لكن إذا حمل فقد تخصص ، فصار إما ناطقا وإما غير ناطق.
الذي يعرض للمادة المطابقة كالذكورة والأنوثة لا تؤخذ المادة والنوع الذي عرض له فى حدوده. والذي يعرض للمادة المتخصصة كالإصبع فإنه جزء للجسم لا مطلقا بل للجسم الذي صار حيوانا أو إنسانا. والحادة والقطعة ليس جزءا للسطح مطلقا بل لسطح صار قائمة أو دائرة فإنه تؤخذ تلك الصورة والنوع فى حدوده.
الكميات لها أجزاء ، والكيفيات لا أجزاء لها ، وليس لكل نوع إلا للجوهر المركب والكمية.
الخط ليس صورة الجسم ولا فاعله ولا غايته ولا هيولاه ، بل الجسم التام فى الأبعاد هو غاية الخط أى غاية وجود الخط الجسم فإنه يحتاج إليه للجسم ، وهو فاعله لأن الجسم ما لم يتناه فى الأبعاد إلى أبعد غاية لم يحدث خط.
القائمة هى معنى واحد ، وإذا تغير بطل معناها فلا تكون قائمة أكبر من قائمة ومنفرجة أكبر من منفرجة وحادة أكبر من حادة ، فليس كل منهما شيئا واحدا بل له أنواع. والقائمة هى كالواسطة والاعتدال الذي لا أعراض له ، فهى كالمعنى الوجودى. والحادة والمنفرجة إنما يعرفان بالقياس إليها كما تعرف الأعدام بالوجوديات وهى كالاعتدال وتانك هما كالخروج عن الاعتدال.
ما يكون منه الشىء إما أن يكون ذلك الشىء فيه وذلك كالنار إذا كانت علة للحرارة واليبوسة فإن علتهما فى جملة النار صورة ، وكذلك الحكم فى سائر اللوازم فإن الشىء إذا لزم عنه شىء إما أن يلزم عنه فى نفسه أو يلزم عنه فى غيره ، وإما أن يكون منه الشىء لا بأن يكون فيه ، وذلك كالإله للعالم.